Tuesday, 20 December 2011

قالها ألأمير: إنما ألأمم ألأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إن أسوأ، لا أقول "من أسوأ" بل أسوأ، ما فعله مبارك في فترة حكمه هو العمل على هدم منظومة الأخلاق والقيم المصرية  بالكامل. و هذا متجلي  في وصولنا إلى درجة تسمح بأن يسحل رجل مصري، يرتدي زى العسكرية المصرية، فتاه مصريه في عمر أخته، و يعريها  من ملابسها، ثم يكون رد الفعل المخزى أن  يسأل رجل مصري أخر عن سبب ذهاب الفتاه أصلا إلى المظاهرات، و يسأل  بتعجب رجل مصري  ثالث عن سر عدم ارتداء الفتاه ملابس تحت عبايتها و كأن نزولها للمظاهرات أو عدم إرتدائها شيئا تحت العبايه يبرر ما حدث.

و تدنت أخلاقنا لدرجة تسمح للبعض أن يقبل، بل يؤيد، ضرب و حتى قتل، متظاهر لمجرد إختلافه معه في الرأي 

و سقطت  قيمنا  لمستوى جديد من الانحطاط حين دمعت أعين بعضنا لحرق هذا الكتاب أو ذاك و لم تدمع أعيننا دما لرؤية إمرأة عجوز ينهال ثلاثة عساكر عليها ضربا بالعصي والشوم 

لقد فشل  مبارك في كل شيء تقريبا فلا تعليم أنجح ولا صحة ولا أمن حقق ولا رخاء ولا زرعا أنبت ولا صناعة  أنشأ ولا ولا ولا   

ولكن على الرغم من كل هذا الفشل فإن الرجل نجح و بامتياز في أن يمحو منظومة  الاخلاق المصرية (و لكنه محو سطحي فيما أظن  و سوف أعود لهذا لاحقا)

فلقد سرق مبارك و نهب و منعته هذه السرقة من محاسبة السارقين من حاشيته و منعتهم سرقتهم  بدورها  عن محاسبة من هم تحتهم و هكذا حتى أصبحت السرقة في كل مكان و على جميع المستويات 

و حين نهب مبارك نهب بجد فلم يترك ما يكفي لدفع مرتبات محترمه  للموظفين فاستحلو الرشوة حتى أصبحت من سمات التعامل مع أي جهة حكومية في بلادنا واعتادناها   

و كذب مبارك كلما تحدث و إذا كان رب البيت بالدف ضارب فشيمة أهل البيت كلهم الرقص فأصبحنا كلنا كاذبين في كل صغيرة و كبيره حتى أصبحنا نأخذ دخول الكاذب النار من باب الفكاهة 

و قسى مبارك علينا فقست قلوبنا على بعضنا البعض 

واحتقرنا مبارك فاحتقرنا بعضنا البعض 

و تعامل مبارك مع أعدائنا بحجة المصلحة ففهمنا أن الغاية تبرر الوسيلة   

ثم أخرج مبارك مادة الدين من المجموع فلم  يهتم بها ولد ولا أب

و أعاد مبارك تسمية وزارة التربية والتعليم فأضحت لا تربي ولا تعلم 

ثم أطلق مبارك العنان للإعلام "المتحرر" في دولة نسبة العنوسة فيها خطيرة ولا يقدر شاب فيها ليس سارق ولا وارث على نفقات الزواج  فأثار غرائز الشباب تجاه ما لا يستطيعون تلبيته  حلالا فانتشر الحرام

وإجتهد مبارك و نجح في إخافة الناس من الدين فمن إقتنع خاف ومن لم يقتنع تطرف إلا من رحم ربي  

و لم يترك مبارك صورة ناجحة إلا طمسها فلم يتبقى كمثل أعلى للشباب إلا رجل أعمال فاسد أو لاعب كرة موهوب أو مغني محظوظ حتى أصبح أكبر أمال الشباب أن "يعمل شريط ويعدي"

و على الرغم من كل هذا  وقفنا و قلنا قولة حق في وجه سلطاننا ثم عدنا فكنسنا و مسحنا ميداننا وأمسكنا من تحرش ببناتنا واجترفنا من مخزوننا الحضاري والديني والأخلاقي ما سيكفينا،  و بإذن الله سيعيدنا دولة لا ترى خطأ فتقول "عادي" ولا تشهد ظلما فتقول "نفض" و "كبر" و يومها و فقط يومها، و يقيني على ربي و شعبي من بعده كبير أن هذا اليوم قريب، نستطيع أن نقول أن الثوره قد نجحت.    

No comments:

Post a Comment